893522
893522
العرب والعالم

تحرير رهينتين وقتل واعتقال «داعشيين» في عملية للتحالف الدولي غرب دير الزور

09 يناير 2017
09 يناير 2017

الأسد مستعد «للتفاوض حول كل شيء» وفصائل معارضة تشكل «مجلس قيادة تحرير سوريا» -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

أوردت مصادر إعلامية متطابقة عن عملية إنزال لقوة خاصة تابعة للتحالف الدولي في ريف دير الزور الغربي، أسفرت عن تحرير رهينتين، وقتل واعتقال عدد من عناصر «داعش». وأن العملية الخاصة جرت عصر الأحد إذ تم إنزال عناصر من القوات الخاصة بينهم ناطقون باللغة العربية.

بدوره قال مراسل صحيفة «ذي تيليجراف» في بيروت، إن قوة المهام المشتركة التابعة لعملية العزم الصلب التي ينفذها التحالف الدولي ضد «داعش» أكدت له إجراء العملية.

ونقل المراسل عن سكان محليين في دير الزور أن العملية استهدفت «سجنا سريا مهما في المنطقة، يعتقد أن رهائن غربيين كانوا محتجزين فيه». وحسب المعلومات المتوفرة، فقد نفذت عملية الإنزال بواسطة مروحيات «أباتشي»، هبطت بقرية الكبر بريف دير الزور الغربي وبمساندة الطيران الحربي.

وطالب العسكريون الأجانب الناطقون باللغة العربية من المدنيين الابتعاد عن المواقع التي جرت فيها العملية، والبقاء في منازلهم.وأدت العملية إلى تدمير سيارة تابعة لداعش وقتل جميع العناصر بداخلها.وقام الأجانب بسحب الجثث من السيارة واصطحابها معهم.

كما تم خلال العملية اعتقال مسلحين آخرين وتحرير رهينتين لم تعرف جنسيتهما بعد واستمرت عملية الإنزال بين الساعة 2:45 بعد الظهر والساعة 4 مساء، إذ شوهدت مروحيات حربية قادمة من جهة الشمال، تهبط في المنطقة الواقعة بين قريتي الكبر والجزرة بريف دير الزور الغربي.

وكانت طائرتان حربيتان توفران الحماية وتغطية المكان ونصب المقاتلون الأجانب الذين نزلوا من المروحيات، حواجز على الطريق بين قرية الكبر ومحطة المياه القريبة منها، وبينها وبين قرية الجزرة.

بدورها نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن مصادر سورية قولها إن عملية الإنزال استهدفت قيادات بارزة في تنظيم «داعش».

وتحدثت مصادر في الحسكة عن تحليق حوامتين أمريكيتين ظهر الأحد على ارتفاع منخفض فوق جبل كوكب الذي يعتبر نقطة عسكرية تابعة للفوج 123 التابع للقوات الحكومية السورية، والثانية حلقت فوق مقر قيادة الفوج واتجهت إلى الأراضي العراقية.

ويقول محللون إن نقل جثث الإرهابيين الذين قتلوا بالعملية، وشحنها على متن المروحيات الأمريكية يدل على أن القتلى كانوا «أهدافا مهمة». وأعلن الجيش التركي عن مقتل 48 مسلحا من تنظيم «داعش» شمال سوريا، في إطار عملية «درع الفرات».وذكرت القوات المسلحة التركية في بيان لها أن «عمليات جوية برية تقودها تركيا في سوريا أدت إلى مقتل 48 من أعضاء تنظيم «داعش»، كما دمرت طائرات حربية تركية 23 مبنى ومأوى يستخدمها المتشددون». وأضاف البيان أن عملية السيطرة على مدينة الباب التي أطلقتها المعارضة السورية بريف محافظة حلب، مستمرة تحت غطاء ناري تركي مكثف. وأشار البيان إلى استهداف 246 هدفا للتنظيم في الباب، بينها مواقع دفاعية ومنشآت قيادة وأسلحة ومركبات.

وفي سياق آخر، أشار الرئيس السوري بشار الأسد إلى التغير الحاصل حول سوريا على المستويات السورية والإقليمية والدولية وأكد أن «مهمتنا طبقا للدستور والقوانين أن نحرر كل شبر من الأرض السورية». وفي حديث لوسائل إعلام فرنسية نشرته «سانا» أمس قال: نحن نأمل في أن يرى أي وفد يأتي لزيارتنا حقيقة ما حدث ويحدث في سوريا على مدى السنوات الأخيرة وأن يكون هناك في الدولة الفرنسية من يريد أن يصغي لهذه الوفود والحقائق.

وأضاف أن المشكلة الآن في ما يتعلق بفرنسا حصرا، تكمن في أنه لا سفارة لها في سوريا في الوقت الراهن، ولا يقيم الفرنسيون أي علاقات مع سوريا على الإطلاق، وبالتالي يمكن القول إنها دولة عمياء.حسب قوله. كيف يمكنك وضع سياسة حيال منطقة معينة إذا لم تكن ترى ما يحدث فيها أو كنت أعمى؟ حتى هذه اللحظة لم تغير الإدارة الفرنسية موقفها، وما زالوا يتحدثون بنفس اللغة القديمة المنفصلة عن واقعنا». وفي الإجابة عن سؤال حول مشاعره حينما يرى صور مئات المدنيين الذين قتلوا في عمليات القصف والدمار الذي حل بحلب لتحريرها، قال: بالطبع من المؤلم جدا لنا كسوريين أن نرى أي جزء من بلادنا يدمر أو أي دماء تراق في أي مكان.

هذا بديهي من الناحية العاطفية، لكن بالنسبة لي كرئيس أو كمسؤول فإن السؤال بالنسبة للشعب السوري هو ماذا يجب أن أفعل حيال ذلك؟ لا يتعلق الأمر بالمشاعر فقط فهي بديهية كما قلت، والسؤال هو كيف سنعيد بناء مدننا، لم أسمع أن هناك حربا جيدة على مدى التاريخ.فكل حرب سيئة. لكن السؤال هو: كيف يمكنك تحرير المدنيين في تلك المناطق من المعارضة، وهل من الأفضل تركهم تحت سيطرتهم وقمعهم وتركهم لقدر يحدده أولئك المسلحون بقطع الرؤوس والقتل وكل شيء في ظل عدم وجود دولة؟ هل هذا دور الدولة أن تجلس وتراقب؟ عليك أن تحررهم.وهذا هو الثمن أحيانا لكن في النهاية يتم تحرير الناس من الإرهابيين.هذا هو السؤال الآن هل تحرروا أم لا؟ إذا كان الجواب نعم، فإن هذا ما ينبغي أن نفعله.

وبصدد القتال في وادي بردى رغم اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الساري منذ الـ30 من الشهر الماضي، قال إن وقف النار يرتبط بأطراف مختلفة ولهذا يمكنك القول إن هناك وقف إطلاق نار قابل للحياة عندما تتوقف كل الأطراف عن القتال وإطلاق النار وهذا ما لم يحدث في العديد من المناطق في سوريا وهذا ما أورده مركز المراقبة الروسي لوقف إطلاق النار.

ثمة انتهاكات لوقف إطلاق النار يوميا في سوريا بما في ذلك في دمشق، وهذا يحدث في دمشق بشكل رئيسي لأن المسلحين يحتلون المصدر الرئيسي للمياه لدمشق حيث يحرم أكثر من خمسة ملايين مدني من المياه منذ ثلاثة أسابيع. دور الجيش الحكومي السوري هو تحرير تلك المنطقة لمنع أولئك المسلحين من استخدام المياه لخنق العاصمة.هذا هو السبب. وفي إجابة عن سؤال للصحفيين عمّا إذا كان الجيش الحكومي السوري سيستعيد الرقة، قال الأسد فيما يتعلق بالرقة، فإن مهمتنا طبقا للدستور والقوانين أن نحرر كل شبر من الأرض السورية، وهذا أمر لا شك فيه وليس موضوع نقاش، لكن المسألة تتعلق بـ»متى»، وبتحديد أولوياتنا، وهذا أمر عسكري يرتبط بالتخطيط العسكري والأولويات العسكرية.

وبصدد المشاورات المنتظرة في أستانا، ذكّر الأسد بأن الوفد الحكومي السوري مستعد للذهاب إلى هناك عندما يتم تحديد وقت المؤتمر، معربا عن استعداد الحكومة السورية للتفاوض «فكل شيء متاح وليست هناك حدود لتلك المفاوضات إذا كان التفاوض حول إنهاء الصراع في سوريا أو حول مستقبلها». وتابع: لكن من سيكون هناك من الطرف الآخر؟ لا نعرف حتى الآن، هل ستكون معارضة سورية حقيقية، وعندما أقول «حقيقية» فإن ذلك يعني أن لها قواعد شعبية في سوريا وليست قواعد خارجية.

وأعرب الأسد كذلك عن استعداده لمناقشة قضية منصبه، وقال: منصبي يتعلق بالدستور، والدستور واضح جدا حول الآلية التي يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه وبالتالي.إذا أرادوا مناقشة هذه النقطة فعليهم مناقشة الدستور.

والدستور ليس ملكا للحكومة أو الرئيس أو المعارضة.ينبغي أن يكون ملكا للشعب السوري ولذلك ينبغي أن يكون هناك استفتاء على كل دستور.

هذه إحدى النقاط التي تمكن مناقشتها في ذلك الاجتماع بالطبع لكن لا يستطيعون القول «نريد ذلك الرئيس» أو «لا نريد هذا الرئيس» لأن الرئيس يصل إلى السلطة عبر صندوق الاقتراع.وإذا كانوا لا يريدونه، فلنذهب إلى صندوق الاقتراع. الشعب السوري كله ينبغي أن يختار الرئيس وليس جزء من الشعب السوري.

ميدانيا: مازالت الاشتباكات متواصلة في وادي بردى، ولم يتم التوصل لاتفاق حول مصير نبع مياه عين الفيجة الذي يغذي العاصمة، وعلمت عمان أن الجهود تبذل للتوصل لصيغة اتفاق، أو استمرار المعركة لحين تحرير المنطقة من المسلحين وإعادة الأمور إلى نصابها.

وفي الغوطة الشرقية وحسب مصدر عسكري لـ»عمان» قام الجيش الحكومي السوري بإخلاء 4 نقاط بمحيط كتيبة الصواريخ بحزرما بعد خرق كبير من قبل المسلحين للهدنة وقيامهم بهجوم عنيف على مواقع الجيش، ومقتل عسكريين خلال التصدي للهجوم العنيف وتم قتل 10 مسلحين وجرح آخرين.

وأفادت مصادر معارضة، أن 9 فصائل معارضة سورية مسلحة اتفقت على تشكيل مجلس مشترك باسم «مجلس قيادة تحرير سوريا». ونص الاتفاق على تشكيل هيئة عسكرية مكونة من القادة العسكريين للفصائل المُؤسِّسة للجسم الجديد، بالإضافة إلى هيئة سياسية تضمّ مسؤولي المكاتب السياسية على أن يكون قادة الفصائل هم أعضاء مجلس القيادة، بحسب المصادر.